بعثَ اللهُ الرُسل ليُبلغوا الناسَ دينَ الله تعالى، وليُرشدوهُم إلى حقيقة التوحيد والإيمان به، وكذلك لبيان كيفيّة عبادتهُ جلَّ جلاله.
وإرسال الرُسُل من الضرورات التي تقتضي فيما بعد إقامةَ الحُجّة على الناس إن لم يُؤمنوا بما أنزلَ الله، فلا تكونُ الحجّة قائمةً عليهِم ما لم يكُن هُناكَ رُسُلٌ يُبلّغوا رسالة ربّهِم.
من الواجب أن نُفرّق بين الأنبياء والرُسُل، حيث إنّ الرسول يقتضي النبوّةَ ضِمناً بينما قد لا يكونُ النبيُّ رسولاً. وفي هذا المقال سنتحدّث عن الأنبياء وقصصهم التي وردَت في الٌقُرآن الكريم أو السُنّة النبويّة الشريفة، وما وردَ من قصصهِم في كِبار أُمّهات الكُتُب التي صنّفها جهابذةُ العُلماء الأوائل.
الأنبياء:
هُم الذين أوحى اللهُ لهُم بشرعهِ ولم يأمُرهُم بتبليغ هذا الشرع للناس، فلو أمرهُم بتبليغ الشرع لأقوامهم وحملِ الرسالة لا يُطلق عليهِم وصفُ الأنبياء بل الرُسُل، وهذا هوَ الفرقُ بين النبيّ والرسول.
قد يكونُ النبيّ أيضاً قد جاءَ تابعاً لشريعةِ من قبله من الأنبياء والرُسُل، ولم يأتِ بشريعةٍ جديدة من عِندِ الله تعالى وهذا المعنى الآخر للنبيّ.
أمّا الدين فهوَ واحدٌ للأنبياء كُلّهِم وهوَ الإسلام والتوحيد لله وحده لا شريكَ له، بينما الشرائعَ تتعدّد فلكلّ نبيٍّ وقومه شريعة خاصة بهم.